1 سبتمبر، 2018

نُبذة عن الجائزة وأهميتها

  الجائزة وأهميتها

تعد قضية “التسامح والحِوار الديني” واحدة من أهم القضايا المركزية في عالمنا المعاصر، وإن كانت الأهم على

الإطلاق، فالحِوار الديني هو القاعدة المركزية للتواصل بين الأديان والثقافات، والذي يعول على الوصول للمفاهيم

المشتركة بين الأديان والفرق العقائدية على حد سواء، وهذا سيحقق بالضرورة التسامح الديني والفكري.

وينطلق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من قاعدتين:

الأولى، وهي الاعتراف بالاختلاف والتنوع في الرؤى والمفاهيم، وبحرية التعبير عن هذا الإيمان. ومهمة الحوار هي

عدم تحويل الاختلافات إلى خلافات، فالحوار في رسالته الإنسانية يعمل على إرساء ثقافة احترام التعدد والتنوع

على أنها قائمة ومستمرة، فالسلام بين البشر لا يكون بإلغاء الاختلافات بل باحترامها عن طريق الحوار.

أما الثانية، فهي الاغتناء بقيم ومفاهيم الآخر المختلف، ومدّ جسور التعارف المتبادل انطلاقاً من الحقائق النسبية

التي ينطلق منها المتحاورون تطلعاً إلى مبادئ التعايش والمواطنة المشتركة. ويقوم الحوار على تعدد وجهات

النظر، والتعاون فيما بين أصحابها في تعزيز المشتركات الإنسانية، وبذلك يصبح التعايش والتفاهم والتعاون بين

أتباع الأديان وسيلةً فعَّالة من أجل بناء السلام وتحقيق الأمن وإقامة العلاقات السليمة بين الشعوب، واحترام

حقوق الإنسان والحريات المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية.

فمن الجذير بالذكر أن غالبية الصراعات المطروحة على الساحة اليوم هي في حقيقة الأمر صراعات اقتصادية تنمو

تحت ستار الدين، وذلك نتيجة للتأول الخاطئ للنصوص العقائدية، وكذلك، الفهم الخاطئ لجوهر الدين، مما ينتج

عنه التطرف الديني، ذلك التطرف الذي يستخدم دوافع أيديولوجية لتحقيق أهداف غير إنسانية وغير أخلاقية

يرفضها الدين.

كما تتطلب الحداثة، والمدنيَّة، والعولمة التعايش السلمي، والتفاهم والاحترام المشترك وقبول الآخر عقائديًا

وفكريًا، والتأكيد على التنوع البشري، وذلك لاستكشاف الترابط بين الأديان، ويمكننا من خلال تطبيق ذلك بناء

تحالف وقائي ضدَّ التطرف الديني والقضاء عليه، والذي يُعد تربة خصبة لتنامي التيارات الإرهابية. ويمكن هزيمة

التطرف الديني الذي يهدد أمن واستقرار مجتمعاتنا من خلال تعزيز ثقافة الحِوار، والتسامح، والسلام، والمحبة،

والأخوة، والقضاء على ثقافة ذهنية التكفير، وخطاب الدم والإرهاب من قبل الجهات الفاعلة في المجتمع والتي

تقف على رأسها المؤسسات الدينية المختلفة، والمفكرين، ورجال الدين، والأكاديميين، والباحثين، …إلخ.

وإيمانًا من جامعة سوهاج بأهمية الدعوة للتسامح والحِوار الديني على كافة الأصعدة العالمية والمحلية،

وباعتبارها واحدة من أهم المؤسسات التعليمية والأكاديمية في صعيد مصر المهمومة بهذه القضية، فقد أطلقت

جائرة عالمية تحت رعاية معالي الوزير الأستاذ الدكتور/ أحمد عزيز رئيس الجامعة ومعالي الأستاذ الدكتور/ فتوح

خليل عميد كلية الآداب بالجامعة، وهي بعنوان “التسامح والحِوار الديني” منذ عام 2013م، باسم فضيلة الإمام

الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف “رحمه الله”، وذلك استكمالاً لمسيرة الإمام في مجال التسامح

الديني وتكريمًا لفضيلته، باعتباره واحد من أعلام محافظة سوهاج التي تفخر بهم.  ويمول هذه الجائزة العالمية

رجل الأعمال السوهاجي المهندس نجيب ساويرس.

وتمول جائزة “التسامح والحوار الديني”

لفضيلة الإمام المرحوم الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر

من ابن مصر البار رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس،

وذلك تحت رعاية جامعة سوهاج.

رجل الأعمال المصري المهندس/ نجيب ساويرس